اين مدينتى
استيقظت ذات صباح وتركت منزلى . سرت فى الطرقات
وجدت شيء غريب هذه ليست مدينتى !!!!
ما هذا الزحام ؟؟؟؟ الوجوه حولى
منافقين وافاقين وانتهازيين
مسوخ بشريه ما ارى
نعم هذه ليست مدينتى هى تصلح ان تكون مدينه النفاق أهلها يتصنعون الدين وهو منهم برآء يتصنعون الأخلاق وهى منهم برآء
لاااااا انا لا انتمى الى سكان تلك المدينة ابدا
هل كنت مثلهم وسقطت ذاكرتى ؟؟؟؟ لا ابدا ابدا
انا اذكر مدينتى الطيبه بطيبة أهلها برقيهم بوجوههم الجميله وابتسامتهم الرقيقة
من أتى بى هنا ؟؟؟
لا اذكر شيء
انا استيقظت وجدت نفسى بينهم
رأيت احدهم يفتك باخر لخلاف معتقده وأحيانا لاختلاف لونه
هل خلقتم انفسكم وحددتم دينكم وألوانكم ؟؟؟ جهلاء انتم
وقفت وبكيت بلا دموع تألمت بلا آهات صرخت بلا أصوات
لابد ان ارحل
سأعود الى مدينتى الطيبه
شددت الرحال وذهبت
فى ظلمة الليل او فى هجير الصيف او ضباب الشتاء الكثيف لا ادرى
لابد ان اصل
شهور او ايام لا اعلم ولكن
انقشع الضباب ورايت من بعيد باب مدينتى
رأيت مآذنه المسجد يعلوها هلالها فى أحضانها كنيسة باجراسها
استنشقت عبيرها راءحة أزهارها تاتى رويدا
انطلقت مسرعا دخلت فاردا ذراعى لاحتضن مدينتى
لم ارى احدا
قفرا . صمتا . هباء منثورا
قبض من الريح ما ارى ؟؟؟
أين ذهب سكانها
أين ذهب الطيبون
لا احد هنا
سرت بين الشوارع بين الحوارى والأزقة
الأبواب مغلقه تعلوها الاتربه ولا احد
صرخت بأعلى صوتى طرقت على الأبواب بكل قوتى لا احد يجيب
فضاء خواء قبض من الريح
ذهب الطيبون وصرت هنا وحدى
حسنا سأعيش هنا وحدى يا مدينتى الطيبه
يا مدينة الاحزان
سأعيش هنا على أطلال ماضى ذهب كان حقا من ذهب
ربما يتذكرنى احد منهم ويعود
مرة أخرى بكيت بلا دموع تألمت بلا أهات صرخت بلا أصوات
بقلم عبد المجيد أبراهيم

