
كتب عبد المجيد ابراهيم
من أغرب وأجمل أيام حياتي…
قبل أيام قليلة، وبينما كنت أقف في إحدى الصيدليات، صادفت حدثًا غريبًا وفريدًا من نوعه.
رجل محترم وقور يجلس فى الصيدليه نادانى باسمي كما لو أننا التقينا قبل ذلك. تبادلنا بضع كلمات، وبين لحظة وأخرى بدأت الذكريات تنكشف أمامي…
وتذكّرته. أول ما نطقت به كان: «ما شاء الله، لا قوة إلا بالله». فهذا الرجل لم يكن شخصًا عاديًا… بل كان أحد أساتذة جيل العظماء في السباحة، الكابتن عبد المجيد أبو شريحة،
الرجل الذي علّمني السباحة منذ تسعة وأربعين عامًا كاملة. أن يتذكر أستاذ تلميذه بعد كل هذه العقود؟
هذا وحده يكفي ليهزّ القلب. كنت سعيدًا بهذا اللقاء أكثر مما توقعت. سنوات كثيرة مرّت، لكن اسمه ونبرته ووقاره أعادوني طفلًا يقف على حافة حمام السباحة للمرة الأولى
ذكريات كثيره تتدفق الى رأسى متسارعه تطوى السنين بقوه تهز الكيان
لم تسعفنى الكلمات لم استطيع ان اقول الا شكرا لك
ومن الطرائف ان اسمى هو نفس اسم استاذى
كتبت عنه اليوم لأقول له كلمة تأخرت عقودًا كاملة: شكرًا لك. كلمة بسيطة، لكنها تحمل في معناها عمرًا من الامتنان والتأثير. وقد سعد هو أيضًا بلقائي، وسيقرأ هذه الكلمات ليعرف أنني ما زلت مدينًا له بالتقدير والمحبة، وأن أثر المعلم الصادق لا يزول مهما مرّ الزمن. وأتمنى من كل شخص، إذا قابل معلمًا أو مدربًا أو إنسانًا ترك أثرًا جميلًا في حياته… أن يقف أمامه ويقول له: شكرًا لك. فهي كلمة صغيرة، لكنها تحمل في طياتها الكثير… والكثير جدًا


