مقالات و تقارير

🔺أشرف مروان  “الملاك الذي قهر الشياطين

🖊️ عقيد/ حاتم صابر 

خبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات  

🔺طوال نصف قرن، روجت إسرائيل كعادتها في الكذب و التدليس لرواية مفادها أن أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان “الملاك الذي أنقذها” عبر تزويدها بمعلومات استخباراتية خطيرة قبيل حرب أكتوبر 1973. هذه الرواية سيطرت على الإعلام العبري لسنوات لكنها تلقت ضربة قاصمة قاضية في 25 سبتمبر 2025، حين نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اعترافًا غير مسبوق بأن مروان لم يكن “الملاك” الذي خدم إسرائيل، بل كان أداة الخداع الأذكى للمخابرات المصرية التي أرهقت تل أبيب وفتحت الطريق أمام عبور القناة وتحطيم أسطورة خط بارليف.

🔺مفتاح الخداع: توقيت الحرب☝️

أهم ما فعله مروان كان في توقيت الحرب سرّب للموساد أن الهجوم المصري سيكون مساء السادس من أكتوبر وفق المعتاد عسكرياً ان الضربات العسكريه الهجوميه يتم شنها في توقيتين (اول ضؤ – آخر ضؤ) بينما الحقيقة أن العبور بدأ في الثانية ظهرًا مخالفاً كل القواعد التكتيكية للعمليات الهجوميه ،، هذا الفارق في الساعات جعل إسرائيل تدخل الحرب متأخرة استراتيجيًا، لتفقد ميزة الإنذار المبكر، وتُفاجأ بالجيش المصري يعبر القناة ويقتحم خط بارليف المنيع في وقت لم تتوقعه بهذا الخداع المحسوب، سقطت إسرائيل في فخ أكبر عملية تضليل استراتيجي بالمنطقة.

🔺صراع زاميرا وزَعيرا: اعتراف غير مباشر بالهزيمة☝️

الخداع المصري فجّر صراعًا عاصفًا بين قادة الاستخبارات الإسرائيلية أنفسهم:- 

📌تسفي زاميرا (رئيس الموساد) تمسك بأن مروان مصدر موثوق، دافع عنه حتى النهاية، واعتبر أن تحذيره الأخير مساء 6 أكتوبر كان دليلًا على ولائه لإسرائيل.

📌إيلي زَعيرا (رئيس أمان – الاستخبارات العسكرية) رأى العكس، واعتبر أن مروان ضلل إسرائيل في أهم لحظة توقيت الحرب، ما يجعله عميلًا مزدوجًا بامتياز.

هذا الانقسام لم يكن مجرد اختلاف مهني، بل كان انعكاسًا لنجاح المخابرات العامة المصرية في زعزعة ثقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بنفسها، وإرباك قدرتها على اتخاذ قرار موحّد في لحظة مصيرية.

🔺إغتيال مروان: لغز يُدين إسرائيل☝️

سقوط أشرف مروان من شرفة شقته في لندن عام 2007 فتح باب التساؤلات: هل كان انتحارًا أم اغتيالًا؟ كثير من التحليلات أكدت أن يدًا استخباراتية إسرائيلية تخلصت منه لأنه ببساطة كان الشاهد الأخطر على هزيمتها واذلالها مخابراتياً .

🔺المعركة مستمرة: أسطورة “الملاك” في السينما☝️

لم تكتفي إسرائيل بفرض روايتها في الكتب والدراسات، بل لجأت إلى الفن كسلاح وعي. ففي 2018، أطلقت منصة نتفليكس فيلمًا بعنوان “The Angel” (الملاك) مأخوذًا عن كتاب أوري بار-يوسف، يقدّم مروان كـ “أغلى جاسوس في تاريخ إسرائيل” ويتجاهل دوره في خطة الخداع المصرية.

🔺(تجربتي الشخصية☝️):-

📌منتجي الفيلم سعوا لمنحه شرعية عربية عبر إسناد دور مروان لفنان مصري وبالفعل تواصلوا مع الفنان باسم سمرة لبطولة العمل ورغم الإغراءات المالية الخيالية رفض سمرة العرض بعد ان تحدث الي “شخصياً” وابلغني بالعرض حيث تبين لي انه كانت هناك محاولات لخداعه بعرض مالي مغري بالدولار واستغلال عدم علمة بتفاصيل الفخ الاسرائيلي فأوضحت له حقيقة الامر بحكم صداقتي الشخصية به اثناء فترة عملي كمستشار عسكري لمسلسل “صديق العمر”،، رفض الفنان باسم سمره العمل رفضاً قاطعاً كموقف بطولي وطني واضح ☝️بعدم مشاركتة في فيلم هدفه تشويه المخابرات المصرية وتزييف التاريخ كعادة الصهاينه و بهذا الموقف أثبت سمرة أن الفن ليس فقط وسيلة ترفيه بل جبهة من جبهات معركة الوعي.

🔺الاعتراف الإسرائيلي: كلمة الفصل☝️

الصحافة الإسرائيلية وعلى رأسها يديعوت أحرونوت وضعت نهاية لأسطورة “الملاك” باعترافها بأن مروان ضلّل إسرائيل وكان جزءًا من خطة الخداع المصرية. هذا الاعتراف المتأخر لا يقل أهمية عن أي شهادة عسكرية أو وثيقة حرب لأنه صادر من العدو الإسرائيلي الذي حاول طمس الحقيقة عقودًا.

🔺اخيراً :-

📌أشرف مروان البطل المصري كان الورقة الرابحة للمخابرات المصرية في معركة أكتوبر العظيمة لكونة خدع “الموساد” في التوقيت التكتيكي للحرب و أربك “أمان ” بالمعلومات وفجّر صراعًا داخليًا في تل أبيب شلّ قدرة إسرائيل على الرد . 

📌 محاولات إسرائيل اللاحقة لتصويره كـ “ملاكها الأعظم” لم تكن سوى محاولة يائسة لإنقاذ سمعة أجهزتها الاستخباراتية التي مرغ انفها في التراب جهاز المخابرات العامه المصري العتيد .

📌 بعد نصف قرن من الجدل والتدليس يأتي الاعترافات الإسرائيلي ليؤكد أن الرجل الذي حاولوا احتواءه بأسطورة سينمائية مزيفه كعادتهم كان في الحقيقة بطلاً من أبطال الخداع الاستراتيجي المصري ورمزًا لانتصار عسكري وسياسي سيبقى خالدًا في صفحات التاريخ..

تم نسخ الرابط بنجاح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى